الآن، إنما يهمنا هل يجب علي أنا، وأنا لست عالماً بالتصحيح والتضعيف، هل يجب علي أن أحكم عقلي ورأيي فضلاً عن هواي أن أصحح وأضعف بجهدي أم علي أن اتبع هذا العالم، ما قال قلت، قال صح قلت صح، قال ضعف قلت ضعف، كذلك بالمقابل إذا قال الإمام الشافعي أو غيره من الأئمة هذا حرام، أو هذا جائز فأنا تبنيت قوله، لست الآن في صدد التحقيق إنه هذا التبني هو اتباع أم تقليد؟ لكن لا أظن أن هناك خلافاً في أن هذا الحكم لا خلاف فيه، أي: أني أنا باعتباري لست عالماً وإنما أنا مخاطب بمثل قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] وأنا سألت عالماً هذا حلال أم حرام، قال لي حرام، فتبنيته لا أقول الآن اتبعته، ولا أقول الآن قلدته، لأنه الآن لا نريد أن نخوض في هذه القضية بالذات، فهل أنا اتبعت الشرع في هذه الحالة أم لا؟ لا شك أن الجواب نعم. فعلت ما يجب علي؛ لأني أئتمرت بقوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] إمام بخاري أو مسلم سألت عن حديثه قال صحيح فاتبعته، وقال في حديث آخر ضعيف فتبنيته ...
ندخل في صميم الجواب ودون العدول إلى التفريق بين الاتباع والتقليد، فهذا لعله يأتي البحث فيه قريباً إن شاء الله، إذا كان كل ممن تبنى قول الإمام المصحح والمضعف، قول الإمام المحدث المصحح أو المضعف ومن تبنى قول الإمام المحرم أو المحلل وهو جاهل يكون قد نفذ الحكم الشرعي، نحن نسأل الآن أولئك الذين أوردوا هذا السؤال، هل أنتم معنا في أن الواجب على كل مسلم غير عالم أن يتبع الفقيه في فقهه والمحدث في حديثه أم لا؟