حجر، وهو تهذيب للوافي بالوفيات للصفدي، مع إضافات واستدراكات للحافظ، كما هو معلوم من المنهج النقدي الذي تميز به الحافظ-رحمه الله- ويتوقع أن يكون في ثمان مجلدات، وكذا «ترتيب ثقات ابن حبان» للهيثمي، ويتوقع أن يكون في عشر مجلدات، وكذا «الكمال في أسماء الرجال» للمقدسي، ويتوقع أن يكون في عشر مجلدات، وغير ذلك من أعمال تُنْبئ عن مستقبل زاهر بالعطاء والنتاج العلمي الفذِّ-ولا نزكي على الله أحداً-.
هذا، ولو اطلع القارئ على جهد المؤلف الموسوعي في موسوعة علوم الشيخ الهمام، محدث العصر، وجوهرة الدهر، شيخنا محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله وأجزل له العطاء والمثوبة- لعلم المنَّة اليمانية في رقاب علوم السنة المحمدية عبر القرون الحاضرة واللاحقة، وقد صدر من هذه الموسوعة نحو تسع مجلدات في باب العقيدة، ولا زال العمل مستمراً في بقية علوم الشيخ-رحمه الله- بما يتوقع أن يبلغ ذلك نحو ثلاثين مجلداً- إن شاء الله تعالى- ناهيك عن ترجمة بعض هذه الجهود بعدة لغات، وذلك عبر مركز النعمان للبحوث والدراسات والترجمة الذي أنشأه أخونا المبارك أبو حفص شادي بن محمد بن سالم النعمان حفظه الله.
هذا، وقد كنتُ أتوقَّع أن يقوم بهذه الخدمة الجبارة لعلوم شيخنا الألباني-رحمه الله- أحد كبار الدعاة في الشام، ولكن السبق إلى الخيرات ليس بغريب على أهل اليمن، كما لا يخفى، وإن دلَّتْ هذه الجهود المشار إليها في هذه المقدمة على شيء؛ فإنما تدل على عناية طلاب العلوم الشرعية في اليمن بعلوم أئمتنا السابقين واللاحقين، وحِرْصهم على الفائدة والإفادة من حيث جاءت،