نحن ... مثلاً قوله عليه الصلاة والسلام لتأكيد التصفية والتربية، نروي حديثين فيه:
الحديث الأول: قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» فكنت أقول: إذن هذا الحديث قد بين فيه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أن المسلمين إذا فعلوا كذا وكذا ذكر أمثلة من ... فكان يسلط الله عليهم ذلاً لا ينزعه عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم، ذكر الداء والدواء، ويهمنا الآن هنا الدواء وهو الرجوع إلى الدين، والدين اليوم كما تعلمون جيداً له عدة مفاهيم ليس فقط في الأحكام الشرعية بل وفي العقيدة، بل وفي أس العقيدة ألا وهو التوحيد فلا يزال هناك الملايين من المسلمين يعيشون معنا ويصلون معنا ويصومون ويحجون وهم يعتقدون أن معنى لا إله إلا الله: لا رب إلا الله، لا يفهمون توحيد العبادة أو توحيد الألوهية فضلاً عن أن يفهموا توحيد الأسماء والصفات.
فإذاً: الرجوع إلى الدين إنما يكون بالمفهوم الذي كان يوم أنزل الله عز وجل على نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3] وما أجمل ما جاء في صحيح البخاري أن رجلاً من أحبار اليهود جاء إلى عمر أمير المؤمنين فقال: يا عمر! آية في كتاب الله يعني: القرآن الكريم، لو نزلت فينا معشر يهود لاتخذنا يوم نزولها عيداً، قال: ما هي؟ فذكر الآية هذه، فقال: لقد نزلت في عيد وعلى عرفة، أي: