مَكَانَكَ الَّذِى أَنَتَ بِهِ، فَإِنَّ الله يَخْتِمُ بِكَ الهِجْرَةَ كَمَا خَتَمَ بِى النَّبِيِّين» (?) ، وفى رواية: «مَقَامُك بِمَكَّةَ خَيْرٌ لَنَا» (?) لأنه كما ذكر غير واحد كان يكاتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأخبار قريش من حيث لا يشعرون، فكان مناصحًا للإسلام وأهله، ويشهد لذلك قصة الحجاج بن علاط لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر والقصة مشهورة (?) .

ولما أسلم حسُن إسلامه جدًا، واستمرت السقاية فى يده، ثم فى يد ولده، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلزمه، ويجله، ويعظمه ويحترمه. قال لعمر بن الخطاب: «أمَا شَعَرْتَ أَنَّ [عَمّ] الرجل صِنْوُ أَبِيهِ» .

وقال: «أما العباس فهى علىَّ ومِثْلُها» (?) . وقد كان استلف منه صدقة عامين.

وكان له بنون كثيرون: الفضل وبه كان يكنى، وعبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، والحارث، وكثير، وقُثَمٌ، وعَوْنٌ، ومعبد، وتمام.

منهم عبد الله ترجمان القرآن، وحبر العلوم، وبحرها، وجد الخلفاء العباسيين الذين تملكوا أزمة الأمور بعد الأمويين فى سنة ثنتين وثلاثين بعد أول المائتين، وأفضاله ومآثره كثرة جدًا، وقد استسقى به عمر بن الخطاب عام الرمادة فسقى الله عباده بدعاء عم نبيه وكان الصديق لا يرى رأيًا إلا وافقه عليه العباس، وكان إذا لقيه فى طريق ترجل له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015