تقول: إنّه لرزق رزقَه اللَّهُ خُبيبًا.

فلمّا خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحِلّ قال لهم خُبيب: دعوني أصلِّ ركعتين، فتركوه، فركع ركعتين ثم قال: واللَّه لولا أن تحسِبوا أنّ ما بي جزع من القتل لَزِدْتُ، اللهمَّ أحْصِهم عَدَدًا، واقتلْهم بَدَدًا، ولا تُبْقِ منهم أحدًا. وقال:

فلستُ أبالي حين أُقْتَلُ مُسلمًا ... على أيّ جَنبٍ كان للَّه مَصرعي

وذلك في ذاتِ الإلهِ وإنْ يَشَأْ ... يبُارِكْ على أوصال شِلْوٍ مُمَزَّعِ

ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله، وكان خُبيب هو سَنَّ لكلِّ مسلمٍ قُتِلَ صَبرًا الصلاة. واستجاب اللَّه لعاصم بن ثابت يوم أُصيب، فأخبرَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أصحابَه حين أُصيبوا خبرَهم. ويبعثُ ناسٌ من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حُدِّثوا به أنّه قُتِلَ ليؤتَوا منه بشيء يُعرفُ، وكان قتلَ رجلًا من عظمائهم يومَ بدر، فبعث اللَّهُ عزّ وجلّ على عاصم مثل الظُّلّة من الدَّبر فَحَمَتْه من رسلهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا منه شيئًا.

انفرد بإخراجه البخاري (?).

(4393) الحديث الستون: حدّثنا البخاريّ قال: قال أصبغ: أخبرني ابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

قلتُ: يا رسول اللَّه، إنّي رجلٌ شابٌّ، وإنّي أخاف على نفسي العَنَتَ، ولا أجدُ ما أتزوَّجُ به. فسكت عنّي، ثم قلت له مثل ذلك فسكت عنّي، ثم قلت له مثل ذلك فسكت عني، ثم قلت له مثل ذلك، فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أبا هريرة، جَفَّ القلمُ بما أنت لاقٍ، فاخْتَصِ على ذاك أو ذَرْ".

انفرد بإخراجه البخاري (?).

(4394) الحديث الحادي والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا همّام بن يحيى عن إسحق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عَمْرة عن أبي هريرة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015