وعيالي ثُلُثَه، وأرُدُّ فيها ثُلُثَه".

انفرد بإخراجه مسلم (?).

(4392) الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُليمان بن داود قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عمر بن أسيد بن جارية الثَّقَفيّ -وكان من أصحاب أبي هريرة- أن أبا هريرة قال:

بَعَثَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عشرة رَهْطٍ عينًا، وأمَّرَ عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاريّ، جدَّ عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهَدَّة بين عُسفان ومكة ذُكروا لحيٍّ من هُذَيل يقال لهم بنو لِحيان، فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رامٍ، فاقتصُّوا آثارَهم حتى وجدوا مأكلهم التَّمرَ في منزلٍ نزلوه، فقالوا: نوى تمر يثرب، فاتّبعوا آثارَهم، فلمّا أحسَّ بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فَدْفٍد (?)، فأحاط بهم القومُ، فقالوا لهم: انزلوا وأعطوا بأيديكم ولكم العهدُ والميثاق ألّا نقتلَ منكم أحدًا، فقال عاصم بن ثابت أميرُ القوم: أما أنا فواللَّه لا أنزلُ في ذمّة كافر، اللهمّ أخْبِرْ عنّا نبيَّك. فرمَوهم بالنّبل فقتلوا عاصمًا في سبعة، ونزل إليهم ثلاثةُ نفر على العهد والميثاق، منهم خُبيب الأنصاريّ وزيد ابن الدَّثِنة ورجل آخرُ، فلمّا استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قِسيِّهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث: هذا أوّل الغدر، واللَّه لا أصحبُكم، إنّ لي بهؤلاء أُسوةً - يريد القتلى. فجرّروه وعالجوه، فأبى أن يصحبَهم فقتلوه.

وانطلقوا بخُبيب وزيد بن الدَّثِنة حتى باعوهما بمكّة بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث ابن عامر بن نوفل بن عبد مناف خُبيبًا، وكان خُبيب هو قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر، فلَبِثَ عندهم أسيرًا حتى أجمعوا قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث مُوسى يَسْتَحِدُّ بها للقتل، فأعارَتْه إيّاها، فدرَجَ بُنَيٌّ لها -قالت: وأنا غافلة- حتى أتاه فوجدَتْه مُجْلِسَه على فَخِذه والموسى بيده. قالت: ففَزِعْتُ فزعةً عرَفَها خُبيب، فقال: أتحسبين أنّي أقتلُه؟ ما كنتُ لأفعلَ ذلك. قال: فواللَّه ما رأيتُ أسيرًا قطُّ خيرًا من خُبَيب، واللَّه لقد وجدتُه يومًا يأكلُ قِطفًا من عنب في يده وإنّه لموثَق بالحديد، وما بمكّة من ثمرة. وكانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015