أحدهما: أن تكون مبدلة من همزة الاستفهام والأصل أأنتم بهمزتين دون ألف فاصلة بينهما (?) تكون مانعة (?) بينهما، وأبدلت الهمزة هاء في ذلك كما أبدلت في قوله: هياك، وهرقت الماء، والأصل: إياك، وأرقت (?) لتقرب مخرجهما، وكما أبدلهما الشاعر في قوله:
وأتى صواحبها فقلن هذا الذي ... منح المودة غيرنا وجفانا (?)
يريد أذا الذي، فهي في هذا الوجه وما اتصلت به كلمة واحدة لا ينفصل حرف منها عن صاحبه.
والوجه الثاني: أن يكون للتنبيه والأصل ها أنتم ها دخلت على أنتم كما دخلت على أولاء في قوله هؤلاء فهي (?) في هذا الوجه، وما دخلت عليه كلمتان منفصلتان يسكت على إحداهما ويبتدأ بالثانية (?)، فأما ما يحتمله من هذين الوجهين في مذهب أهل التحقيق، وهم الكوفيون وابن عامر من طريق ابن ذكوان ومن تابعه من أصحابه.
وابن كثير من طريق البزّي، وابن فليح، فوجه واحد: وهو أن تكون للتنبيه لا غير؛ لأن من قولهم لا يفصلون بين الهمزتين في الاستفهام بألف، وقد جاءت ألف هاهنا فاصلة بين الهاء والهمزة، فعلم من ذلك أنها المتصلة بالهاء المسكوت عليها دون الفاصلة بين الهمزتين في الاستفهام وطردا لمذهبهم في ذلك، وقد قدّمنا أن ابن كثير يقصر مدّها لكونها مع الهمزتين كلمتين، وأمّا ما يحتمله في مذهب ابن كثير من طريق القوّاس، وفي مذهب ورش من طريق الأصبهاني من ذلك، فوجه واحد أيضا، وهو أن تكون مبدلة من همزة لا غير لعدم وجود ألف في اللفظ بينهما وبين الهمزة.
ولو كانت للتنبيه لم يكن بدّ من وجود ألف بينهما، وهي الألف المتصلة بالهاء، وكذا