وأما أبو عمرو فقال أبو عبد الرحمن، وإبراهيم في حكاية العبّاس عنه، وأبو حمدون عن اليزيدي عنه: لا يمدّ ولا يهمز في كل القرآن، وكذا قال أبو عبيد عن شجاع عنه، زاد إبراهيم على معنى أنتم فصيرت الهمزة هاء (?)، وزاد أبو حمدون عن اليزيدي، قال (?): قال أبو عمرو: وإنما هي أنتم ممدودة، فجعلوا مكان الهمزة هاء والعرب تفعل هذا (?).
وقال إبراهيم في حكاية عبيد الله (?) عنه وإسحاق وإسماعيل وأبو جعفر واليزيديون وابن سعدان وابن شجاع وأبو عمر (?) وأبو خلاد وأبو شعيب: ممدودة غير مهموزة. وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع وأبي عمرو:
ممدود غير مهموز استفهاما (?)، وبذلك قرأت في رواية شجاع وفي كل الطرق عن [153/ ت] اليزيدي (?).
قال أبو عمرو: هذه الكلمة من أشكل حروف الاختلاف وأغمضها وأدقّها، وتحقيق المدّ والقصر اللذين ذكرهما الرواة عن الأئمة فيها حال تحقيق همزتها وتسهيلها لا يتحصل إلا بمعرفة الهاء التي في أولها هي للتنبيه أم مبدلة من همزة، فبحسب (?) ما يستقر عليه من ذلك في مذهب كل واحد من أئمة القراءة يقضي للمدّ والقصر بعدها. ونحن نبيّن ذلك ونكشف على خاصّ سرّه على وجه الاختصار ليقف الماهرون من طالبي الحروف على حقيقته إن شاء الله تعالى.
اعلم أن الهاء التي في هذه الكلمة تحتمل وجهين: [199/ م]