أراك سمعت عن الحب والحبيب، من منافقين لا حظ لهم في الآخرة ولا نصيب، أغروك بزخرف القول من الغزل والتشبيب، فظننت أن ذلك غاية المطالب، ونهاية المآرب، وأنه الجالب للسعادة والسرور، والنعيم والحبور.
إن هؤلاء قطاع طريقك عن حقيقة الحب وعن من ليس لك سواه حبيب، وإنما أرادوا بهذه الوسائل الحصول على أغراضهم منك وبعد ذلك فلك منهم التضييع والتسييب.
أتصدّقين الفاسق الفاجر وتظنين أن له أمانة، وقد خان مولاه معك هذه الخيانة، هو مأمور مثلك بغض البصر وحفظ الفرج والبعد عن مواطن التهم والريب، لكنه عصى ربه ولبس ثياب الفسق والعيب، فصار يبحث عن خليلة، يحتال بكل حيلة. ويتوسل بكل وسيلة. يعطيك معسول الكلام لتنقادي له مطيعة ذليلة.