إن الذي أودع قلبك هذه المحبة لا يرضى بذلها للأغيار إنها أصل العبودية ولبها فكيف تبذلينها للفسقة والفجار، حتى الزوج المطيع لربه، ليس له منك، ولا لك منه إلا المودة والرحمة، لا مجاورة الحد بالمحبة، فما طوفان الحب والمحبة في هذا الزمان، إلا أثر الزيغ والطغيان، وما خلق الله الصور الجميلة لتعبد من دونه وإنما للابتلاء والإمتحان.
وما أودع المحبة القلوب إلا لتتعلق به دون من سواه من الخلائق، لأنها في الحقيقة قواطع وعوائق، أما سمعت بيوم المزيد، حيث يتجلى الحبيب الحق للعبيد، فيغشاهم نوره وينظرون إليه بأبصارهم من فوقهم، فلا تزيغ أبصارهم عن رؤية معبودهم وإلههم، لكمال لذتهم وتمام نعيمهم وغاية فرحهم وسرورهم.
هذا هو المطلب الأسني، فلا تكوني مغبونة بالتعلق بالخسيس الفاني الأدنى، إن كنت فهمت المعنى وإلا فروحك سفلية، لا تصلح للمقامات العلية، والحلل السنية،