.. علماً يحار الفكر في تبيانه

في قلب رائيها ليعلم نقشها ... فكرٌ يعضُّ عليه طرف بنانه

يحكى أن القاضي أبا الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني كان يمر على الناس ولا يسلم عليهم فلامه بعض أصحابه في ذلك فقال:

يقولون لي فيك أنقباضٌ وإنما ... رأوا رجلاً عن موقف الذلّ أحجما

ارى الناس من واناهُمُ هان عندهم ... ومن أكرمته عزّة النفس أُكرما

وإني إذا ما فاتني الأمر لم أكن ... أقلِّب كفي إثره متندّما

ولم أقض حقّ العلم إن كان كلّما ... بدا مطمعٌ صيَرته ليَ سُلَّما

وما كلُّ برقٍ لاح لي ستفزّني ... ولا كلُّ من في الأرض أرضاه منعما

إذا قيل هذا منهلٌ قلت قد أرى ... ولكنَّ نفس الحر تحتمل الظما

أنهيتها عن بعض ما لايشينها ... مخافة أقوال العدا فيمَ أو لِما

ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكنْ لأخدما

أأشقى به غرساً وأجنيه ذلّةً ... إذاً فاتباع الجهل قد كان أ؛ زما

ولو أنّض أهل العلم صانوه صانهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015