الشيخ شهاب الدين أحمد بن يحيى ابن أبي حجلة التلمساني قال أنشدني القاضي فخر الدين عبد الوهاب المصري لنفسه في الأهرام سنة خمس وخمسين وسبعمائة وأجاد:
أمباني الأهرام كم من واعظٍ ... صدع القلوب ولم يفُهْ بلسانه
أذْكَرْنَني قولاً تقادم عهدُهُ ... أين الذي الهرمان من بنيانه
هنّ الجبال الشامخات تكاد أن ... تمتدَّ فوقَ الأفق عن كيوانه
لو أن كسرى جالسٌ في سفحها ... لأجلّ مجلسه على إيوانه
ثبتت على حرّ الزمان وبرده ... مدداً ولم تأسف على حدثانه
والشمس في إحراقها والريح عن ... د هبوبها والسيل في جريانه
هل عابدٌ قد خصّها بعبادةٍ ... فمباني الأهرام من أوثانه
أو قائلٍ يقضي برجعة نفسه ... من بعد فرقته إلى جثمانه
فاختارها لكنوزه ولجسمه ... قبراً ليأمن من أذى طوفانه
أو أنها للسائرات مراصدٌ ... يختار راصدها أعزّ مكانه
أو أنها وضعت بيوت كواكبٍ ... أحكام فُرسِ الدَّهر أو يونانه
أو أنهم نقشوا على حيطانها