(وَوَجهه أحسن من وَجهه ... وَنَفسه أفضل من نَفسه)
(وَعوده أكْرم من عوده ... وجنسه اكرم من جنسه)
قَالَ بشار ويلاه لِابْنِ الزنديق لقد نفث بِمَا فى صَدره قيل وَكَيف ذَاك قَالَ مَا أَرَادَ إِلَّا قَول الله تَعَالَى {لقد خلقنَا الْإِنْسَان فِي أحسن تَقْوِيم} فَأخْرج الْجُحُود بِهِ مخرج الهجاء
وَقَالَ الجماز
(لَو يمسخ الْخِنْزِير مسخا ثَانِيًا ... مَا كَانَ يمسخ فَوق قبح الجاحظ)
(وَإِذا الْمَرْأَة جلت لَهُ بمثاله ... لم تخل مقلته بهَا من واعظ)
644 - (روغان الثَّعْلَب) يضْرب الْمثل بخبثه ومكره وحيلته ودهائه قَالَ طرفَة
(كم من خَلِيل كنت خاللته ... لَا ترك الله لَهُ واضحه)
(كلهم أروغ من ثَعْلَب ... مَا أشبه اللَّيْلَة بالبارحة)
وللصابى من رِسَالَة فى وصف الصَّيْد والمتصيد ومعنا فهود أخطف من البروق وأثقف من الليوت وأجرى من الغيوث وأمكر من الثعالب وأدب من العقارب وَأنزل من الجنادب
قَالَ الجاحظ الثَّعْلَب جبان جدا مستضعف وَلكنه مفرط الْخبث وَالْحِيلَة يجرى مجْرى كبار السبَاع قَالَ وَمن خبثه ودهائه أَن لَهُ حِيلَة عَجِيبَة فى طلب مقتل الْقُنْفُذ فَإِنَّهُ إِذا مد شوك فروته واستدار كَأَنَّهُ كرة قرب من ظَهره فَبَال عَلَيْهِ فَإِذا فعل ذَلِك انبسط الْقُنْفُذ فعندما يقبض على مراق بَطْنه