(وَلَو مَاتَ مِنْهُم من جرحنا لأصبحت ... ضباع بِأَعْلَى الرقمتين عرائسا)

وَيُقَال للرجل يأتى بِمَا يستنكر وَالله مَا يخفى هَذَا على الضبع يحمقها

ويروى أَن عليا رضى الله عَنهُ قَالَ فى كَلَام لَهُ لَا أكون مثل الضبع يخضعها القَوْل فَتخرج فتصاد

64 - (حرص الْخِنْزِير) يضْرب الْمثل بحرص الْخِنْزِير وقبحه وقذره وَحَمَلته وصعوبة صَيْده وَشدَّة الْخطر فى طرده

وَكَانَ ابْن المقفع يَقُول أخذت من كل شئ أحسن مَا فِيهِ حَتَّى من الْخِنْزِير وَالْكَلب والفهد أخذت من الْخِنْزِير حرصه على مَا يصلحه وبكوره فى حَوَائِجه وَمن الْكَلْب نصحه لأَهله وَحسن محافظته على أوَامِر صَاحبه وَمن الْهِرَّة لطف نغمتها وَحسن مسألتها وانتهازها الفرصة فى صيدها

643 - (قبح الْخِنْزِير) قَالَ الجاحظ لَو أَن الْكفْر والإفلاس والغدر وَالْكذب تجسدت ثمَّ تصورت لما زَادَت على قبح الْخِنْزِير وَكَانَ ذَلِك بعض الْأَسْبَاب الَّتِى مسخ بهَا الْإِنْسَان خنزيرا فَإِن القرد سمج الْوَجْه قَبِيح فى كل شئ وَكَفاك بِهِ جرى الْمثل الْمَضْرُوب بِهِ وَلكنه من وَجه آخر مليح فملحه يعْتَرض على قبحه فيمازجه وَيصْلح مِنْهُ وَالْخِنْزِير أقبح مِنْهُ إِلَّا أَن قبحه مصمت بهيم فَصَارَ أسمج مِنْهُ كثيرا

وَلما قَالَ حَمَّاد عجرد فى بشار بن برد

(وَالله مَا الْخِنْزِير فى نَتنه ... بربعه فى النتن أَو خمسه)

(بل رِيحه أطيب من رِيحه ... ومسه أَلين من مَسّه)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015