قَالَ وَمن الْعجب فى قسْمَة الأرزاق أَن الذِّئْب يصيد الثَّعْلَب فيأكله والثعلب يصيد الْقُنْفُذ فيأكله والقنفذ يصيد الأفعى فيأكلها والحية تصيد الْفَأْرَة فتأكلها والفأرة تصيد الْفِرَاخ وبيض كل شئ فى أفحوصته فتأكله والعصفور يصيد الزنبور فيأكله والزنبور يصيد النحلة فيأكلها والنحلة تصيد الذبابة فتأكلها والذبابة تصيد الْبَعُوضَة وَلَا بُد للصائد من أَن يصاد وكل صَغِير فَهُوَ يَأْكُل مِمَّا هُوَ أَصْغَر مِنْهُ وكل قوى فَهُوَ يَأْكُل مَا هُوَ أقل مِنْهُ وَالنَّاس فى بَعضهم بَعْضًا على شبه بذلك وَإِن قصروا عَن ذَلِك الْمِقْدَار وَقد جعل الله بَعْضهَا حَيَاة لبَعض وَبَعضهَا موتا لبَعض
وذم رجل رجلا فَقَالَ اجْتمعت فِيهِ ثَلَاث طبيعة العقعق يعْنى السّرقَة وروغان الثَّعْلَب يعْنى الْخبث ولمعان الْبَرْق الخلب يعْنى الْكَذِب
645 - (صيد ابْن آوى) يضْرب مثلا لما يشق طلبه ويصعب الظفر بِهِ فَإِذا وجد لم يكن لَهُ طائل قَالَ الشَّاعِر
(كَانَ ابْن آوى وَهُوَ صَعب فَإِذا ... مَا صيد يَوْمًا لَا يساوى خردلة)
وَمثله وَفِيه زِيَادَة لِابْنِ الرومى فى الْخِنْزِير
(اصبحت كالخنزير فى الطرائد ... لَيْسَ لمن يَطْلُبهُ من صائد)
(وَرُبمَا أتلف نفس الطارد ... )
646 - (قبح القرد) يضْرب بِهِ الْمثل يُقَال القرد قَبِيح وَلكنه مليح وروى أَن بشارا لم يجزع من هجاء قطّ كجزعه من بَيت حَمَّاد عجرد فِيهِ حَيْثُ قَالَ