كلهَا حَمْزَة الأصبهانى فى كِتَابه مضاحك الْأَشْعَار على حُرُوف الهجاء
وَحكى مُحَمَّد بن دَاوُد الْجراح عَن جَعْفَر رَفِيق طياب أَن حمَار طياب نفق فَمَاتَ طياب على أَثَره بأسبوع ثمَّ مَاتَ أَبُو غلالة على اثر حمَار طياب وَكَانَ ذَلِك من عَجِيب الاتفاقات وَسَار حمَار طياب مثلا كبغلة ابى دلامة فى الضعْف وَكَثْرَة الْعَيْب وطيلسان ابْن حَرْب وشَاة سعيد فى كَثْرَة مَا قيل فى كل مِنْهُمَا فَمن ملح أَبى غلالة مَا أوردهُ ابْن أَبى عون فى كتاب التشبيهات وَلم يُورد سوى الْمُخْتَار قَوْله
(يَا سائلى عَن حمَار طياب ... ذَاك حمَار حَلِيف أوصاب)
(كَأَنَّهُ والذباب يَأْخُذهُ ... من وَجه تقار ووشاب)
وَمِمَّا أوردهُ حَمْزَة قَوْله
(وحمار بَكت عَلَيْهِ الْحمير ... دق حَتَّى بِهِ الذُّبَاب يطير)
(كَانَ فِيمَا مضى يقوم بِضعْف ... فَهُوَ الْيَوْم وَاقِف لَا يسير)
(كَيفَ يمشى وَلَيْسَ يعلف شَيْئا ... وَهُوَ شيخ من الْحمير كَبِير)
(يَأْكُل التِّبْن فى الزَّمَان وَلَكِن ... أبعد الأبعدين عَنهُ الشّعير)
(عاين القت مرّة من بعيد ... فتغنى وفى الْفُؤَاد سمير)
(لَيْسَ لى مِنْك يَا ظلوم نصير ... انا عبد الْهوى وَأَنت أَمِير)
وَقَوله
(أَقْسَمت بالكاس والمدام ... وصحبة الْفتية الْكِرَام)
(أَن لست أبكى على رسوم ... غَيرهَا هاطل الْغَمَام)
(لَكِن بكائى على حمَار ... مُوكل الْجِسْم بالسقام)