(قد ذاب ضرا وَمَات هزلا ... فَصَارَ جلدا على عِظَام)
(وَمر يَوْمًا بِهِ شعير ... مِقْدَار كفين للحمام)
(وَحمل قت لشاة قوم ... كِلَاهُمَا فى يدى غُلَام)
(فظل من فرحه يغنى ... وَقَالَ قد جاءنى طعامى)
(يَا زائرينا من الْخيام ... حياكم الله بِالسَّلَامِ)
(لم تطرقانى وبى حراك ... إِلَى حَلَال وَلَا حرَام)
وَقَوله
(حمَار أتاح بِهِ ضره ... وَدَار عَلَيْهِ بِذَاكَ الْفلك)
(يمِيل من الضعْف فى مَشْيه ... وَيسْقط فى كل درب سلك)
(فَأَما الشّعير فَمَا ذاقه ... كَمَا لَا يَذُوق الطَّعَام الْملك)
(يغنى على القت لما يرَاهُ ... وَقد هزه الْجُوع حَتَّى هلك)
(أخذت فؤادى فعذبته ... واسهرت عينى فَمَا حل لَك)
وَقَوله
(لم أبك شجوا لفقد حب ... وَلَا ابتلانى بذلك ربى)
(لكننى قد بَكَيْت حزنا ... على حمَار لِجَار جنب)
(لَو شم ريح الشّعير شما ... من غير أكل لقَالَ حسبى)
(أَو عاين القت من بعيد ... يَوْمًا لغنى بِصَوْت صب)
(لَيْسَ يَزُول الذى بقلبى ... يَا من جفانى بِغَيْر ذَنْب)
قَوْله
(حمَار طياب لَا تحصى معايبه ... مَا فِيهِ أَكثر مِمَّا قلته فِيهِ)
(قد دق حَتَّى رَأَيْت الْخَيط يُشبههُ ... من الهزال وَعين الضّر تبكيه)
(أَقْسَمت بِاللَّه لَوْلَا التِّبْن يَأْكُلهُ ... فى كل شهر لَكَانَ الْجُوع يفنيه)