فَلَمَّا أصبح هبنقة رأى القلادة فِي عنق أَخِيه فَقَالَ لَهُ يَا أخى إِن كنت أَنْت أَنا فَمن أَنا
وَمن حمقه أَنه أختصمت الطفاوة وَبَنُو راسب إِلَى عرباض فِي رجل أدعاه هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء فَقَالَت الطفاوة هَذَا من عرافتنا وَقَالَت بَنو راسب بل هُوَ من عرافتنا ثمَّ قَالُوا قد رَضِينَا بِحكم أول من يطلع علينا فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ طلع عَلَيْهِم هبنقة فقصوا عَلَيْهِ الْقِصَّة فَقَالَ الحكم عندى فِي ذَلِك أَن تلقوهُ فِي نهر الْبَصْرَة فَإِن كَانَ راسبيا رسب وَإِن كَانَ طفاويا طفا فَقَالَ الرجل قد زهدت فى النسبتين فَخلوا عَنى فلست من راسب وَلَا من الطفاوة
وَمن حمقه أَنه ضل لَهُ بعير فَأخذ يُنَادى من وجد بعيرى فَهُوَ لَهُ فَقيل لَهُ فَلم تنشده قَالَ فَأَيْنَ حلاوة الوجدان
وَكَانَ يرْعَى غنما لَهُ فيرعى السمان مِنْهَا وينحى المهازيل فَقيل لَهُ فى ذَلِك فَقَالَ لَا أفسد مَا أصلح الله وَلَا أصلح مَا افسد الله
وَقَالَ الشَّاعِر فِيهِ
(عش بجد وَلَا يَضرك نوك ... إِنَّمَا عَيْش من ترى بالجدود)
(عش بجد وَكن هبنقة القيسى ... أَو مثل شيبَة بن الْوَلِيد)
(رب ذى إربة مقل من المَال ... وذى عنجهية مجدود)
وَقَالَ آخر
(فعش بجد وَكن هبنقة ... يرض بك النَّاس قَاضِيا حكما)
وأخبار حمقه كَثِيرَة والمثل بِهِ سَائِر كَمَا سَار بحمق جحا وحمق دغة