أو خير {نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ} . قال ابن جرير: يقول: ترك الذي كان يدعو الله من قبل أن يكشف ما كان به من ضرّ، {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً} ، يعني: توحيده، {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ} ، أي: من أهل النار الماكثين فيها. انتهى ملخصًا.
وعن قتادة: قوله: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً} أوّله، وأوسطه وآخره. وقال ابن عباس: يعني: بالقنوت: الطاعة. وعن ابن عمر: أنه كان إذا سئل عن القنوت قال: لا أعلم القنوت إلا قراءة القرآن، وطول القيام. وقرأ: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً} ، وعن ابن عباس في قوله: {يَحْذَرُ الْآخِرَةَ} ، قال: يحذر عقاب الآخرة، {وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} ، يقول: ويرجو أن يرحمه الله فيدخله الجنّة. وقال ابن كثير: يقول
عزّ وجلّ: أمّن هذه صفته كمن أشرك بالله وجعل له أندادًا؟ لا يستوون عند الله.
وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} أي: هل يستوي هذا والذي قبله ممن جعل لله أندادًا ليضلّ عن سبيله؟ ... {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} .
قوله عز وجل: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ