هكذا، فقال نبي الله: «إني والله ما أنا بشاعر، ولا ينبغي لي» ، والبيت المشار إليه قول طرفة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
وقوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ} قال البغوي {إِنْ هُوَ} . يعني: القرآن، {إِلَّا ذِكْرٌ} موعظة، {وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ} في: الفرائض،
والحدود، والأحكام. {لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً} ، يعني: مؤمنًا حي القلب لأن الكافر كالميت في أنه لا يتدبر ولا يتفكر. {وَيَحِقَّ الْقَوْلُ} وتجب حجة العذاب، {عَلَى الْكَافِرِينَ} ، قال ابن كثير: أي: هو رحمة للمؤمنين وحجة على الكافرين.
قوله عز وجل: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73) وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ (74) لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ (75) فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76) } .
قال البغوي: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} تولينا خلقه بإبداعنا من غير إعانة أحد، {أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} ضابطون قاهرون، أي: لم يخلق الأنعام وحشية نافرة من بني آدم لا يقدرون على ضبطها، بل هي مسخرة لهم،