رجلان، ولا والله ما على ظهر الأرض يومئذٍ أكرم على الله من أيوب، فقال أحد الرجلين لصاحبه: لو كان لله في هذا حاجة ما بلغ به هذا، فلم يسمع أيوب شيئًا كان أشد عليه من هذه الكلمة.

وقال ابن عباس: لما مسّه الشيطان بنصبٍ وعذاب، أنساه الله الدعاء أن يدعوه فيكشف ما به من ضرّ، غير أنه كان يذكر الله كثيرًا ولا يزيده البلاء في الله إلاَّ رغبة وحسن إيمان، فلما انتهى الأجل وقضى الله أنه كاشف ما به من ضرّ، أذن له في الدعاء ويسّره له، وكان قبل ذلك يقول الله تبارك وتعالى: (لا ينبغي لعبدي أيوب أن يدعوني ثم لا أستجيب له) ، فلما دعا استجيب له وأبدَلَه بكل شيء ذهب له ضعفين، ردّ إليه أهله ومثلهم معهم، وأثنى عليه فقال: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} .

وفي خبر وهب بن منبه: فركض برجله وانفجرت له عين، فدخل فيها فاغتسل، فأذهب الله عنه كل ما كان به من البلاء، ثم خرج فجلس وأقبلت امرأته تلتمسه في مضجعه فلم تجده، فقامت كالوالهة متلدّدة، ثم قالت: يا عبد الله هل لك علم بالرجل المبتلى الذي كان ها هنا؟ قال: لا، ثم تبسّم

فعرفته بمضحكه فاعتنقته. وفي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لما عافى الله أيوب أمطر عليه جرادًا من ذهب، فجعل يأخذ منه بيده ويجعله في ثوبه فقيل له: يا أيوب أما تشبع؟ قال: يا رب ومن يشبع من رحمتك» ؟ .

وعن مجاهد في قوله: {وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ} ، قال: قيل له: إن شئت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015