قوله عز وجل: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82) } .
قال قتادة: ورّث الله سليمان داود، فورثه نبوته وملكه، وزاده على ذلك أن سخر له الريح والشياطين. وقال ابن زيد في قوله: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ} ، قال: عاصفة شديدة، {تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} ، قال: الشام. قال البغوي: وذلك أنها كانت تجرى بسليمان وأصحابه حيث شاء سليمان، ثم يعود إلى منزله بالشام.
قوله عز وجل: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) } .
قال يزيد بن ميسرة: لما ابتلى الله أيوب عليه السلام بذهاب الأهل والمال والولد، قال: أحمدك رب الأرباب الذي أحسنت إليَّ أعطيتني المال، والولد، فلم يبق من قلبي شعبة إلاَّ قد دخله ذلك، فأخذت ذلك كله مني وفرّغت قلبي، فليس يحول بيني وبينك شيء، لو يعلم عدوي إبليس بالذي صنعت حسدني.
وقال الحسن: قال إبليس: يا رب سلّطني على جسده، فإن أصابه الضر فيه أطاعني وعصاك، قال: تسلط على جسده، فأتاه فنفخ فيه نفخة
فرح من لدن قرنه إلى قدمه، قال فأصابه البلاء بعد البلاء حتى حُمل فوُضع على مزبلة كناسة لبني إسرائيل، فلم يبق له مال، ولا ولد، ولا صديق، ولا أحد يَقربُه غير زوجته، صبرت معه بصدق وكانت تأتيه بطعام، وتحمد الله معه إذا حمد، وأيوب على ذلك لا يفتر عن ذكر الله، والتحميد والثناء على الله، والصبر على ما ابتلاه الله؛ قال: ومرّ به