أحييناهم لك، وإن شئت كانوا لك في الآخرة وتعطى مثلهم في الدنيا، فاختار أن يكونوا في الآخرة ومثلهم في الدنيا. وعن محمد بن كعب القرظي في قوله: {رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} ، قال: أيّما مؤمن أصابه بلاء فذكر ما أصاب أيوب فليقل: قد أصاب من هو خير منا، نبيًا من الأنبياء.
قوله عز وجل: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ (86) } .
عن مجاهد في قوله: {وَذَا الْكِفْلِ} ، قال: رجل صالح غير نبي تكفل لنبي قومه أن يكفيه أمر قومه، ويقيمه لهم ويقضي بينهم بالعدل ففعل ذلك فسمّي ذا الكفل.
قوله عز وجل: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) } .
قال وهب بن منبه: إن يونس بن متى كان عبدًا صالحًا، وكان في خُلُقٍه ضيق، فلما حملت عليه أثقال النبوة، ولها أثقال لا يحملها إلاَّ قليل، تفسَّخ تحتها تفسُّخ الربع تحت الحمل، فقذفها بين يديه وخرج هاربًا منها، يقول الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} ، {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ} .
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بعثه الله - يعني: يونس - إلى أهل