وقوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً} ، قال قتادة: {ظُلْماً} أن يزاد في سيئاته ولا يهضم من حسناته. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله سيخلّص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مدَّ البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كَتَبتي الحافظون؟ فيقول: لا يارب، فيقول: أَفَلَكَ عذر؟ قال: لا يارب، فيقول: بلى إنّ لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم، فتُخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله فيقول: احضر وزنك، فيقول: يارب وما هذه البطاقة مع هذه السجّلات؟ فيقول: أنك لا تُظلم. قال: فتوضع السجلاّت في كفّة والبطاقة في كفّة فطاشت السجلاّت وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء» . رواه الترمذي، وابن ماجة.
وعن أنس رضي الله عنه: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان يوم القيامة ماج النَّاس بعضهم في بعضٍ فيأتون آدم فيقولون اشفع إلى ربِّك» ، - وفي رواية - قال: «يَجْلِسُ الْمؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون: أنت
آدم أبو الناس، خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: لست هُنَاكم. ويذكر خطيئته التي أصاب: أكله من الشَّجرة وقد نهي عنها ولكن ائتوا نوحًا أول نبيٍ بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتون نوحًا فيقول: لست هُنَاكم ويذكر خطيئته التي أصاب: سؤاله ربه بغير علم. ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن. قال: فيأتون إبراهيم فيقول: إني لست هُنَاكم ويذكر