وعن شعبة في قوله: {إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} ، يقول: أعلمهم في أنفسهم، {إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً} . وقيل: المراد: مدة مكثهم في القبور.
قوله عز وجل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً (105) فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً (108) يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (110) وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً (112) } .
عن ابن عباس قوله: {قَاعاً صَفْصَفاً} ، يقول: مستويًا لا نبات فيه، {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً} ، يقول: واديًا، {ولا أمتًا} ، يقول: رابية.
{يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ} يقول: سكنت، {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً} ، قال: وطء الأقدام.
{يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ} أن يشفع، {وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} ، قال قتادة: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} من أمر الساعة، {وَمَا خَلْفَهُمْ} من أمر الدنيا.
{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} ، قال ابن عباس: ذلّت، {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً} ، قال: خسر من أشرك بالله. وفي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الظلم ظلمات يوم القيامة» .