قوله عز وجل: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً (101) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً (104) } .
يقول تعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - كما قصصنا عليك خبر موسى، كذلك نقص عليك من الأخبار الماضية كما وقعت: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا} ، من عندنا، {ذِكْراً} ، وهو: القرآن، {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً} ، قال مجاهد: إثمًا، {خَالِدِينَ فِيهِ} ، أي: مقيمين في عذاب الوزر، {وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً} ، أي: بئسما حملوا على أنفسهم من الإثم.
{يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً * يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً} ، قال ابن عباس: {يَتَخَافَتُونَ} يتساررون، {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً} ، أي: في الدنيا. قاله ابن جرير.
قال البغوي: قصر ذلك في أعينهم في جنب ما استقبلهم من أهوال يوم القيامة. وقيل: نسوا مقدار لبسهم لشدة ما أهمّهم.