وقال ابن كثير: وقوله: {كَلَّا} ، هي حرف ردع لما قبلها، وتأكيد لما بعدها.
وعن مجاهد قوله: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} ماله وولده، {وَيَأْتِينَا فَرْداً} ، قال قتادة: لا مال له ولا ولد.
قوله عز وجل: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً (82) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً (86) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً (87) } .
قال الضحاك في قوله: {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} ، قال: أعداء. وقال مجاهد: عدنا عليهم نخاصمهم ونكذبهم.
وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} ، قال ابن عباس إغراء في الشرك. وقال ابن زيد: تشليهم أشلاء على معاصي الله.
وعن ابن عباس قوله: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً} ، يقول: أنفاسهم التي يتنفسون في الدنيا، فهي معدودة وآجالهم. وعن علي في قوله: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} ، قال: (أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساق سوقًا، لكنهم يؤتون بِنُوقٍ لم ير الخلائق مثلها، عليها رحال الذهب، وأزمتها الزبرجد، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة) .
وعن ابن عباس قوله: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً} ، يقول: عطاشًا، {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً} ، قال: العهد شهادة أن لا الله إلاَّ الله، ويتبّرأ إلى الله من الحول ولا يرجو إلاَّ الله. قال ابن جريج: المؤمنون يومئذٍ بعضهم لبعض شفعاء.