وقوله {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ} [(8) سورة المنافقون] [وقوله عن إبليس] (?) {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [(82) سورة ص]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الآيات كنظائرها التي تقدمت اشتملت على إثبات العديد من أسماء الله، وصفاته سبحانه وتعالى، فيجب إثبات ما أثبته الله لنفسه، من أسمائه وصفاته مع الإيمان بأنه تعالى لا مثيل له في شيء من ذلك، وأنه لا يَعلم كيفية شيء من صفاته أحد من خلقه، فلا يعلم كيف هو إلا هو، ولا يعلم أحد من العباد كنه هذه الصفات، بل ذلك مما استأثر الله به، وهذه الصفات التي اشتملت عليها الآيات، منها من الأسماء: السميع، والبصير، والعفو، والغفور، والقدير؛ كلها أسماء ثابتة لله، وكل اسم من هذه الأسماء متضمن لصفة من صفاته سبحانه وتعالى، وليست كما تقول المعتزلة: إنها مجرد أعلام محضة، لا تدل على معان. لا بل هي أسماء تدل على صفات، فهو تعالى: السميع، وهو يسمع أقوال العباد حسنها، وقبيحها {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} المرأة التي ظاهر منها زوجها، جاءت تجادل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتشتكي حالها، وعيالها إلى الله، وقد كان الظهار في الجاهلية طلاقا تحرم به المرأة، وليس لهذا حَلٌ، ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل هذه الآيات في شأنها، فأبان تعالى أن الظهار ليس طلاقا، ولا تحرم به المرأة، ولكن تجب فيه الكفارة، وأن الظهار منكر من القول وزور، وجاء في قصة هذه المرأة عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنه - قالت: إني في جانب البيت، وإنه ليخفى عليّ بعض كلامها، وتقول رضي الله عنها: "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات" (?). المرأة تجادل الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وعائشة قريبة منهم يخفى عليها بعض كلامها، والله العلي الأعلى يسمع كلامها.