بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، والصلاة والسلام على محمدٍ عبدِ الله ورسوله أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا ... أما بعد:
فإن من نعم الله على هذه الأمة المرحومة أن هيأ لها بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - أئمة ربانيين، قاموا بأمر الله خير قيام، فنصر الله بهم السنة، وقمع بهم البدعة، وجعلهم أئمة يُهتدى بهديهم، ويقتدى برأيهم؛ ومن هؤلاء الأئمة شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني، الذي أمضى عمره في الدعوة إلى الله، وتقرير العقيدة السلفية، ومحاربة البدع والضلالات، وكتب في ذلك كتبا كثيرة، كان من أصغرها حجما، وأكثرها نفعا في تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة "العقيدة الواسطية"، التي وقعت عند العلماء موقعا حسنا، فعنوا بها حفظا، ودرسا، وكتبت عليها شروح كثيرة؛ كشرح الشيخ عبد الرحمن السعدي، والشيخ فيصل آل مبارك، والشيخ محمد خليل هراس، والشيخ عبد العزيز الرشيد، والشيخ زيد الفياض، والشيخ عبد العزيز السلمان، والشيخ محمد العثيمين، والشيخ عبد الله الجبرين، والشيخ صالح الفوزان (?) وغيرِهم ـ رحمهم الله ـ.
وكان ممن شرحها للطلاب في مجالس علمية فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك ـ حفظه الله ـ وكان من ذلك شرحه لها في جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بحي سلطانة في مدينة الرياض في صيف