يستحق الحمد كله، والثناء كله إلا المستحق لكل كمال، الموصوف بجميع نعوت الجلال، وليس ذلك إلا الله وحده، فهو الذي له الحمد كله، وله الملك كله، وبيده الخير كله -سبحانه وتعالى-.
يقول الشيخ -رحمه الله-: "صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم " يعني: وسلم الله عليه.
"تسليما" هذا مصدر مؤكد. "مزيدا" موصولا بالزيادة مستمرا دائما.
"أما بعد" هذه جملة يؤتى بها للانتقال من المقدمة إلى المقصود، وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - أنه يقول في خطبه: أما بعد (?)، ومعناها عند أهل اللغة (?): مهما يذكر من شيء بعد فهو: كذا وكذا.
" فهذا اعتقاد" إشارة إلى ما هو حاضر مما سيذكره الشيخ في هذه العقيدة، وبهذا يتبين أن الشيخ قصد في هذا التأليف إلى بيان اعتقاد الفرقة الناجية في ربهم، واعتقادهم فيما أمر الله بالإيمان به.
"الفرقة الناجية المنصورة" وصفها بالصفتين: الناجية والمنصورة أخذا من الحديث المشهور المروي في المسانيد، والسنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟
قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم، وأصحابي (?) " وفي لفظ " وهي الجماعة (?) هذه هي الفرقة الناجية.