يقول الشيخ:"صار المتمسكون بالإسلام المحض" الإسلام الخالص الذي لم يخلط بالبدع الاعتقادية أو العملية، فالمتمسكون بالإسلام المحض خالصًا عن الشوب، وعمّا وقعت فيه الفرق المنحرفة هم أهل الكتاب والسنة، هم الفرقة الناجية المنصورة، وهذه الفرقة أهلها درجات ليسوا على مرتبة واحدة، بل هم على مراتب كثيرة، طبقات الأولياء إجمالا طبقتان (?): مقربون، وأصحاب يمين، أو سابقون، ومقتصدون.

فالمقربون السابقون: هم الذين فعلوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات، وفضول المباحات.

والمقتصدون: هم الذين أدوا الواجبات، واجتنبوا المحرمات.

فأهل السنة والجماعة مراتب فيهم: الصديقون، والشهداء، والصالحون، والصديقون هم أعلى طبقات الأولياء بعد الأنبياء، كما قال سبحانه: {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [(69) سورة النساء].

والصديق هو: المبالغ في الصدق، أو هو: كثير الصدق والتصديق، والصديق المطلق في هذه الأمة هو أبو بكر - رضي الله عنه -، وصار هذا الوصف ملازمًا له، وعلما عليه، وإلا فالصديقية ليست مقصورة عليه.

"ومنهم أعلام الهدى " يعني: فيهم الأئمة الذين يهتدى بهم، يشبهون بالأعلام، أي: الجبال، وعلامات الطريق التي يهتدى بها.

"ومصابيح الدجى" التي يستضاء بها في حنادس الظلام.

ففي أهل السنة أئمة هداة يهتدى بهم في علمهم وعملهم، على مراتب ففيهم: أئمة متبوعون، وعباد صالحون تابعون،

فالصحابة سبق الحديث عنهم، وأنهم مفضلون تفضيلا مطلقا على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015