بعضًا" (?) أي: يؤمنون بالرابطة الإسلامية، هذه الرابطة التي قد وهنت في نفوس كثير من المسلمين.
وهذه الرابطة تعني: الشعور بآلآم وآمال المسلمين "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر".
وجماع هذا قوله سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [(10) سورة الحجر] فهذه الأخوة لها حق، وتقتضي المحبة والمواساة، والمشاركة في الآلام والآمال، وإن اختلفت وتباعدت أوطانهم، واختلفت أنسابهم، فلا يجوز الولاء والبراء على أساس الأرض، هذا سعودي، وهذا مصري، وهذا يمني ..
والمحزن أن تعامل أكثر الناس الآن على أساس الروابط الجاهلية: التراب والوطن، والوطنية، وهي التي يُشاد بها وتُذكر ويُنَوَّهُ عنها.
والواجب أن تكون العلاقة التي يبنى عليها الولاء والبراء، والحب والبغض هي علاقة الدين؛ فتحب المؤمنين ممن كانوا، وأين كانوا، وتبغض الكافرين ممن كانوا وأين كانوا، قال تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} الآية [(22) سورة المجادلة].