المنكر، فهم مصلحون؛ ومنهجهم ليس علميًا وعقديًا فقط.
يقول الشيخ: "على ما توجبه الشريعة " لا على ما يوجبه الهوى والرأي المجرد، فالمعتزلة من أصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنهم يدخلون فيه الخروج على الأئمة، ومن الناس من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، دون أن يتقيد بحدود الشريعة؛ فيفسد أكثر مما يصلح.
والأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول الدين، والأدلة عليه كثيرة من نصوص الكتاب والسنة، فهو واجب عظيم به قِوام الدين، وقِوام أمر المسلمين، وما حل بهم من فساد في دينهم ودنياهم إلا بتفريطهم فيما أوجب الله عليهم، وتفريطهم في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
كما أن من طريقة أهل السنة والجماعة أنهم يقيمون شرائع الإسلام الحج، والجهاد، والجُمع، والأعياد مع الأمراء أبرارًا كانوا أو فجارًا، فإذا كان القائد، أو أمير الحج فاجرًا لا يعطلون شعائر الإسلام من أجل فجوره، فهم يتعاونون مع كل من أمرهم بالخير، فكل من قادهم بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - اتبعوه، خلافًا لأهل البدع كالروافض الذين يرون أنه لا حج ولا جهاد إلا مع إمامٍ معصوم (?)، والإمامُ المعصوم الذين يدعونه معدوم.
كما أن أهل السنة يحافظون على الجماعات: صلاة الجماعة التي استخف بها كثير من المسلمين، والنصوص من الكتاب والسنة الدالة على وجوبها، وعظيم فضلها كثيرة مشهورة مذكورة (?).
ويعتقدون معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -:" المؤمن للمؤمن كالبينان يشد بعضه