"وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا"
هذه كلمة التوحيد المركبة من نفي وإثبات، من نفي إلهية ما سوى الله، وإثبات الإلهية له تعالى وحده.
"وأشهد أن لا إله إلا الله وحده" فـ "وحده" هذه حال مؤكِدة لمدلول الإثبات "إلا الله".
"لا شريك له" هذه أيضا جملة مؤكِدة لمدلول النفي "لا إله".
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا"
وهذا تأكيد بعد توكيد: إقرارا به وتوحيدا له -سبحانه وتعالى- في إلهيته، وربوبيته، وأسمائه وصفاته.
"وأشهد أن محمدا عبده ورسوله": وهكذا يجب أن يشهد الإنسان للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه عبد الله ورسوله، يجب أن يجمع في الشهادة للرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه عبد عابد لله مربوب مدبَّر، ليس بإله، وليس له شيء من خصائص الإلهية، بل رسول من عند الله {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [(158) سورة الأعراف].
وهذا هو الصراط المستقيم فيما يجب اعتقاده في الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإن الناس فيه - صلى الله عليه وسلم - طرفان ووسط، فمن الناس من فرط في حقه؛ فكذبه، أو قصَّر في اتباعه.
ومنهم من غلا فيه، ورفعه فوق منزلته التي أنزله الله فيها، وهذا ما حذر منه - صلى الله عليه وسلم - في قوله: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبد الله ورسوله " (?). يعني: لا تبالغوا في مدحي ولا تغلوا فيَّ.
"وأشهد أن محمدا عبده ورسوله" - صلى الله عليه وسلم -، كما في التشهد (?)، "صلى الله عليه"، وهذه صفة صلاتنا عليه: أن نسأل الله أن يصلي عليه، كما قال - صلى الله عليه وسلم - لما قال له الصحابة: " كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم