لهب وأبو طالب لم تنفعهم قرابتهم من النبي - صلى الله عليه وسلم - حين لم يؤمنوا به.

وقال - صلى الله عليه وسلم - حين شكا إليه العباس أن قريشًا تجفو بني هاشم قال - صلى الله عليه وسلم -: "والله لا يؤمنوا حتى يحبوكم لله ـ يعني: لإيمانكم ـ ولقرابتي" (?) فمن كان مؤمنا من قرابة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصَحِبَه؛ فإنه اجتمع له فضل الصحبة، وفضل القرابة، كعلي - رضي الله عنه - له فضل الصحبة فهو من سادات الصحابة، ومن السابقين الأولين، وفضل القرابة فهو أفضل قرابة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وكذلك من منهج أهل السنة والجماعة أنهم يوالون ويحبون أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين، ويؤمنون أنهن زوجاته في الآخرة، ويعرفون لهن فضيلتهن، فلهن فضل الصحبة، وفضل صلتهن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [(6) سورة الأحزاب] وهذه الأمومة أمومة حرمة، وكرامة، وليست أمومة القرابة التي ينبني عليها ما ينبني من أحكام الميراث وغيره (?)، قال تعالى {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [(32 - 34) سورة الأحزاب] وهذه الآية تدل ـ على الصحيح ـ على أن زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل بيته، بل هن أولى من يدخل في هذا الاسم (?).

يقول شيخ الإسلام: وخصوصًا خديجة وعائشة. فخديجة أم أكثر أولاده؛ لأنها أولى زوجاته، وهي من أسبق السابقين إلى الإسلام، وعائشة التي قال فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم -:"فضل عائشة على النساء كفضل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015