وسطية أهل السنة (?).
وأهل السنة وسط في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الرافضة والخوارج، ومنهج أهل السنة والجماعة يتضمن هذه الأمور التي ذكرها الشيخ، فمن أصول أهل السنة في هذا الباب:
سلامة قلوبهم من بغض الصحابة، ومن الغل والحقد عليهم، وكذلك ألسنتهم سليمة فلا يسبون، ولا يتبرءون من أحد منهم، بل ىحبون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقلوبهم، ويثنون عليهم بألسنتهم، ويدعون الله لهم، كما وصف الله التابعين لأصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المهاجرين والأنصار فقال الله سبحانه {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [(10) سورة الحشر].
فسألوا ربهم أن يطهر قلوبهم من الغل، وهذا مشروع من المؤمنين لإخوانهم عموما، لكن أحق الناس بذلك هم الصدر الأول: أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
وكذلك أهل السنة والجماعة يطيعون الرسول - صلى الله عليه وسلم - أكمل طاعة في قوله - صلى الله عليه وسلم -:"لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" (?).
قال هذا - صلى الله عليه وسلم - لبعض الصحابة الذين تأخر إسلامهم من بعد الفتح، وهو خالد بن الوليد لما كان بينه وبين عبد الرحمن بن عوف بعض الاختلاف فقال - صلى الله عليه وسلم - لخالد بن الوليد: لا تسبوا أصحابي (?).
فالصحبة مراتب فبعض الصحابة أكمل صحبة من بعض، فالسابقون الأولون ليسوا كالذين تأخر إسلامهم، وهذا أيضا ينسحب على من جاء بعد الصحابة فقوله:"لا تسبوا أصحابي" وإن ورد على هذا السبب،