المسلم الزاني وهو يزني عنده أصل الإيمان لا يزول عنه؛ لأنه لو زال عنه صار مرتدا، لكن يزول عنه الإيمان الكامل الذي يمنع من الإقدام على الفاحشة.

ومتى يعود له إيمانه؟ إذا تاب عاد إليه ما كان معه من إيمان.

وذكر الشيخ في ختام هذا الفصل حكم الفاسق ـ وهو مرتكب الكبيرة العاصي من المسلمين ـ أن أهل السنة يقولون فيه: "إنه مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه " أي: هو مؤمن بما معه من إيمان.

" فاسق بكبيرته " أي فاسق باعتبار الكبيرة.

يقول الشيخ: "فلا يعطى الاسم المطلق" فيقال: هو مؤمن، أو هذا مؤمن.

"ولا يسلب مطلق الاسم" فيقال: إنه ليس بمؤمن؛ لأن هذه فيها سلب لمطلق الإسلام، فلا يعطى الاسم المطلق؛ بحيث يوصف بالإيمان الكامل، فيقال: هذا مؤمن.

ولهذا لما قسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - قسما، فقال له سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -:" يا رسول الله أعط فلانا فإنه مؤمن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أو مسلم، أقولها ثلاثا، ويرددها علي ثلاثا، أو مسلم " (?). ففرَّق بين الإيمان والإسلامِ، الإسلامُ يقع على سائر المسلمين، فكل من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ولم يأت بناقض من نواقض الإسلام، فهو مسلم، فاسم الإسلام أعم وأوسع دائرة، ولا يكون الإنسان مسلما على الحقيقة، إلا ومعه أصل الإيمان: إيمان القلب.

فكل مؤمن مسلم، وكل محسن مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنًا الإيمان الكامل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015