مشيئة الله، وبعموم قدرته وخلقه، ولكنهم غلوا حتى سلبوا العبد قدرته واختياره.
وقول الشيخ: "ويخرجون عن أفعاله، وأحكامه حِكَمها ومصالحها"
وهو ما يتضمنه مذهب القدرية الجبرية من نفي الحكمة، فعندهم أن كل ما هو ممكن يجوز على الرب سبحانه وتعالى، وهو تعالى يتصرف بزعمهم بمحض المشيئة لا لحكمة، فهو يجعل هذا طائعا، وهذا عاصيا، أو يعذب هذا وينعم هذا، أو يأمر بكذا وينهى عن كذا؛ كل ذلك بمحض المشيئة، فلا فرق عندهم بين أمره بالتوحيد، ونهيه عن الشرك، ولذا يجوز عندهم العكس، وهو: أن يأمر بالشرك، وينهى عن التوحيد!
وأن تنعيمه للمؤمنين والصالحين في الجنة، وتعذيبه للكافرين؛ كل هذا بمحض المشيئة ليس في شيء من ذلك حكمة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.