الصراط، فإن أهل العلم اختلفوا في الحوض هل هو قبل الميزان، أو بعده؟ وهل هو قبل الصراط أو بعده؟ (?)
والأظهر ـ والله أعلم ـ أنه قبل الصراط، وبعد الميزان فإنه يناسب ـ والله أعلم ـ أن يكون ورودهم بعد الحساب؛ ليروي غليلهم، ويثلج نفوسهم بعد المعاناة، والله أعلم بحقيقة الأمر.
المقصود أن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بحوض النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد أنكر الحوض بعض طوائف المبتدعة (?)، ولا حجة لهم في هذا الإنكار إلا الاستبعاد الذي لا سند له إلا قولهم:
كيف يكون الحوض بهذه المساحة؟ وكيف يكون في عرصات القيامة؟
فنقول: الله تعالى على كل شيء قدير.
وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ـ في الحوض ـ: " يشخب فيه ميزابان من الجنة " (?). وعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم " (?).
أي: أن شراب هذا الحوض يُمد من نهر الكوثر الذي امتن الله به على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في الجنة.
ومما يجب الإيمان به ويدخل في الإيمان باليوم الآخر: الصراط، وهو: جسر منصوب على متن جهنم بين الجنة والنار يعبر منه الناس بحسب سيرهم وثباتهم على الصراط الذي نصبه الله للعباد في هذه الحياة الدنيا؛ ففي الدنيا صراط، وهو: دين الله الذي بعث به رسله،