والمعطلة من الجهمية والمعتزلة يقولون: هذا القرآن مخلوق خلقه الله إما في الهواء أو في نفس جبريل أو كيفما كان (?)، وأهل السنة يؤمنون بأنه كلام الله حقيقة منزل غير مخلوق منه بدا ـ أي ـ: ظهر القرآن من الله، وسُمع من الله كلاما تكلم به سبحانه كيف شاء.
فالله يتكلم بالوحي كيف شاء، ويتلقاه عنه من شاء من ملائكته، وجبريل هو الموكل بالوحي كما في آيات كثيرة منها: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [(193) سورة الشعراء] وجبريل هو الروح الأمين، بل قال سبحانه: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [(19 - 21) سورة التكوير].
وقول الشيخ "وإليه يعود" يشير إلى رفعه في آخر الزمان حين يرفع القرآن من المصاحف والصدور كما جاء ذلك في كثير من الآثار (?)؛ لأنه قرب قيام الساعة يُقبض المؤمنون، فلا يبقى في الأرض أحد يقول: الله الله (?).
وهذا معنى قول أهل السنة: وإليه يعود.
إذا القرآن هو كلام الله حقيقة لا مجازا، والذين ينفون الكلام عن الله مطلقا يقولون: إنه ليس كلام الله حقيقة بل إضافته إليه من قبيل إضافة المخلوق إلى خالقه.