بالقوة، وامتحن العلماء، وعلى رأسهم إمام أهل السنة الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ.

يقول الشيخ رحمه الله: " ومن الإيمان بالله وكتبه الإيمان بأن القرآن كلام الله " القرآن الكتاب المبين الحكيم العظيم، هذا القرآن هو كلام الله حقيقة تكلم به سبحانه وسمعه منه جبريل، وبلغه إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [(192 - 194) سورة الشعراء] وهذا هو المعقول؛ فكل عاقل إذا سمع إضافة الكلام إلى متكلم عَقَلَ أنه كلامه، وقال: هذا كلام فلان.

فالقرآن العظيم هو المكتوب في المصاحف المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس، وهو محفوظ في الصدور {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [(49) سورة العنكبوت].

يقول الشيخ: " القرآن كلام الله منزل " قال تعالى: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ} [(1) سورة الزمر] {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ} [(102) سورة النحل] هذه هي عقيدة أهل السنة في القرآن أنه منزل غير مخلوق، بل هو صفة من صفات الله.

فالكلام صفة الله، والقرآن من كلام الله تكلم به سبحانه، منزل غير مخلوق خلافا للجهمية والمعتزلة ومن شابههم من القائلين بأن هذا القرآن مخلوق، والله لا يتكلم فالقرآن ليس كلامه حقيقة، وإن أضيف إليه فهو من إضافة المخلوق إلى خالقه، ويقولون: القرآن كلام الله؛ لكنه ليس على معنى أنه تكلم به؛ بل على معنى أنه خلقه، وقد صرح الله سبحانه وتعالى بإضافة القرآن إليه وأنه كلامه {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ} [(6) سورة التوبة]

{سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَاخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ} [(15) سورة الفتح].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015