أزلين قنطين، فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب" (?).
الشاهد منه في هذا المقام: "فيظل يضحك" وفيه دلالة على إثبات صفة العَجَب والضحك والنظر، لكن صفة العَجَب والنظر ثابتتان في القرآن وقد تقدم الكلام على النظر (?)، وإن كان العَجَب لم يمر في الشواهد التي ساقها المؤلف لكنه ثابت.
ومن الأدلة القرآنية على إثبات العَجَب قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ} [(12) سورة الصافات] في قراءة صحيحة سبعية (?)، فالضمير في {عجبتُ} يعود لمن؟ إلى الله تعالى، كما دل على صفة العَجَب قوله تعالى {وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [(5) سورة الرعد]
وهذا الحديث ـ كذلك ـ من الأدلة على إثبات صفة العَجَب، فهو تعالى يوصف بالعَجَب على المنهج المقرر: إثبات مع نفي التمثيل، ونفي العلم بالكيفية.
وليس عجبه تعالى لجهله بالأسباب، فهذا شأن المخلوق الذي يعجب ـ أحيانا ـ لجهله بالسبب، كما يقال: إذا ظهر السبب بطل العجب، هذا في عجب المخلوق، أو في بعض عجب المخلوق.
"من قنوط عباده" القنوط: شدة اليأس.
"ينظر إليكم أزلين" والأَزْل: الشدة، والأزِل: هو الذي قد بلغت به الشدة حدا بعيدا، واستولى عليه اليأس، فالأزِل والقَنِط معناهما متقارب.
"ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب" مع قرب الفرج، وقرب تغيير الله للأحوال من الشدة إلى الرخاء، من القحط