يدفعون هذه النصوص، ويردونها زاعمين؛ إما أنها لم تثبت، أو أنها ظنية الدلالة.
هذا وهم ليسوا من أهل هذا الشأن فلا يميزن بين صحيح ولا ضعيف، ولا بين متواتر وآحاد.
أما أهل السنة والجماعة فإنهم يصفون الله بكل بما وصفه به الرسول - صلى الله عليه وسلم - مما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث التي تلقاها أهل العلم بالحديث بالقبول، ويؤمنون بذلك، وهذا هو الواجب، كما يجب الإيمان بما في القرآن.
وقد أورد الإمام ابن تيمية في هذا الفصل أمثلة لهذه الأحاديث، فمنها ما دل على صفات قد دل عليها القرآن كالتكليم في قوله - صلى الله عليه وسلم -:"ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان" (?).
أو العلو كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -:" ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء " (?). هذا مثل قوله سبحانه {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} [(16) سورة الملك]، وكقوله - صلى الله عليه وسلم -:" للجارية أين الله؟ قالت: في السماء " (?). أو إثبات بعض الأسماء مع تفسيرها، كالأول والآخر والظاهر والباطن، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في الدعاء الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو به يقول:" اللهم رب السموات والأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء ـ إلى قوله ـ: اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء" (?).
أقول: إن كل هذه الأحاديث إنما دلت على مثل ما دل عليه القرآن، فتكون هذه الصفات قد تطابقت عليها دلالة القرآن، ودلالة