فالرسول - صلى الله عليه وسلم - قد فسر القرآن وبينه، ففسر ما أشكل من ألفاظه، وكثيرٌ من ألفاظه يعرفها المخاطبون باللسان العربي، كما روي عن ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهله، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله (?).
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - بيَّن القرآن، فالسنة فيها تفصيل ما أجمل في القرآن، وتقييد المطلق، وتخصيص العام؛ فأحكام الصلاة التفصيلية: صفتها، أفعالها، أقوالها، مواقيتها، أكثرها إنما تجده في السنة، وأحكام الزكاة: أنصبة الزكاة، الأموال التي تجب فيها الزكاة، والحج كثير من أحكامه إنما عرفت تفصيلا بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهذا الموضوع وتفصيله يطول الحديث عنه.
والمقصود أن ما وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - به ربه من الأحاديث الصحيحة التي تلقاها أهل العلم والمعرفة - أهل الشأن وهم أهل الحديث - بالقبول، وجب الإيمان بها كذلك.
يعني كما يجب الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه، يجب الإيمان بما وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - به ربه من الأحاديث الصحيحة، التي تلقاها أهل العلم بهذا الشأن بالقبول.
يجب الإيمان بها، سواء كانت من قبيل المتواتر، أو الآحاد، فأهل السنة والجماعة يقبلون كل ما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أما أهل البدع (?) فإنهم ـ بناء على أصولهم الفاسدة في نفي صفات الرب سبحانه ـ يردون نصوص الصفات، إما بحجة أنها آحاد، والآحاد يزعمون أنه لا يحتج بها في العقائد.
وإن كانت متواترة قالوا: إنها ظنية الدلالة لا تفيد اليقين، فهم