فرحم الله الإمام ابن تيمية على هذه العناية العظيمة، فقد يقول بعض الناس: إنه أسهب وأكثر، لكن المقام جدير بالعناية، فنصوص الصفات في القرآن ليست محدودة قليلة في موضع، أو اثنين، أو ثلاثة، بل هي كثيرة جدا، فهذه الآيات التي ساقها هي قليل من كثير.
فاقرأ أيَّ سورة تجد فيها من إثبات أسمائه، وصفاته، وأفعاله.
وانظر السورة الجامعة لمضمون القرآن كله سورة الفاتحة، وكيف أنها صدرت بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} هذه الآيات الثلاث، فيها جماع أسماء الرب، وصفاته، لكن على سبيل الإجمال.
وفي قول الشيخ "من تدبر القرآن طالبا للهدى منه" تنبيه إلى أن الانتفاع بالقرآن، وحصول المعرفة، وظهور الحق لا يحصل بمجرد التدبر بل لا بد من صحة النية، وسلامة القصد، وذلك بأن يكون القصد من التدبر طلب الهدى والفرقان بين الحق والباطل.