أي: معناه معلوم في اللغة العربية؛ لأن الله أنزل هذا القرآن بلسان عربي مبين، وأمر عباده بتدبر القرآن، وذم المعرضين عن ذلك.
فمعنى استوى: علا، وارتفع، واستقر، كيف شاء سبحانه وتعالى نعلم معنى ذلك، لكننا لا نعلم كيفية ذلك.
"والإيمان به واجب"
لأن أصل الإيمان هو الإيمان بكل ما أخبر الله به في كتابه، وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فالإيمان بالقرآن والإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - يقتضي التصديق بكل ما في الكتاب والسنة من الأخبار.
"والسؤال عنه بدعة"؛ لأنه تكلف، وسؤال عما لا سبيل إلى العلم به.
ونلاحظ أن آية طه {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فيها الإخبار بأنه استوى على العرش، لكن متى؟ الله أعلم لم تدل الآية على ترتيب هذا الاستواء، أو وقت هذا الاستواء، لكنّ سائر الآيات فيها ذكر خلق السموات والأرض، وعطف الاستواء على ذلك بحرف (ثم)، فهي تدل على أن استواءه على العرش بعدما خلق السموات، والأرض، وهذا في كل الآيات الست {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} استواء الله مخصوص بالعرش، فلا يقال: إنه تعالى استوى على السماء، فضلا أن يقال: استوى على الأرض؛ بل استوى على العرش الذي هو سقف المخلوقات، فهو أعلى المخلوقات وأعظمها، والله تعالى فوق جميع المخلوقات، ويلزم من استوائه على العرش علوه فوق جميع المخلوقات.
وأهل السنة مجمعون على إثبات هذه الصفة، وأهل البدع من: الجهمية، والمعتزلة، والأشاعرة هذه الطوائف الرئيسة، ومن دخل مدخلهم كالرافضة؛ لأن الرافضة اتبعوهم فصاروا معتزلة، وكذلك الزيدية الذين دخلت عليهم أصول المعتزلة، الكل ينفون صفة الاستواء، ومنهم من ينفي حقيقة العرش أيضا، ويقول: المراد بالعرش المُلك،