تهذيب اللغه (صفحة 4227)

(آل عمرَان: 119) ، وَرُبمَا أعادوها فوصلوها ب: ذَا، وَهَذَا، وَهَؤُلَاء، فَيَقُولُونَ: هَا أَنْت ذَا قَائِما، وَهَا أَنْتُم هَؤُلَاءِ.

قَالَ الله تَعَالَى فِي سُورَة النِّساء: {هَاأَنْتُمْ هَاؤُلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

1764 - ءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا} (108) .

قَالَ: فَإِذا كَانَ الْكَلَام على غير التَّقريب، أَو كَانَ مَعَ اسْم ظَاهر، جَعلوها مَوْصولةً ب (ذَا) ، فَيَقُولُونَ: هَا هُوَ، وَهَذَانِ هما، إِذا كَانَ على خبر يَكْتفي كُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ بِلَا فِعل، والتَّقْريب لَا بُدّ مِنْهُ من فِعل لنُقْصانه، وأَحَبّوا أَن يُفرّقوا بذلك بَين التَّقريب وَبَين مَعْنى الِاسْم الصَّحيح.

وَقَالَ أَبُو زيد: بَنو عُقيل يَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ مَمْدُود مُنوَّن مَهْموز قَوْمك، وَذهب أمسٍ بِمَا فِيهِ، بتنوين.

وَتَمِيم تَقول: هَؤُلَاءِ قومُك، ساكِن.

وَأهل الْحجاز يَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ قَوْمك، مَمدود مَهْموز مَخْفوض.

قَالَ: وَقَالُوا: كِلْتَاتَيْن، وهاتَين، بمَعْنى وَاحِد.

وَأما تَأْنِيث (هَذَا) فإنّ أَبَا الْهَيْثَم قَالَ: يُقال فِي تَأْنِيث (هَذَا) هَذِه، مُنطلقة، فَيصلون يَاء بِالْهَاءِ.

وَقَالَ بعضُهم: هذي، مُنطلقة، وتِي، مُنْطلقة، وتا، مُنْطلقة.

وَقَالَ كَعب الغَنَوِيّ:

وأنْبَأْتُمانِي أنّما الموتُ بالقُرَى

فَكيف وهاتَا رَوْضةٌ وكَثِيبٌ

يُريد: فَكيف وَهَذِه؟

وَقَالَ ذُو الرُّمَّة فِي (هَذَا) و (هَذِه) :

فهذي طَواها بُعْد هَذِي وَهَذِه

طَواها لهَذِي وَخْدُها وانْسِلاَلُها

قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: (هذاتُ) ، مُنطلقة، وَهِي شاذّة مَرْغوب عَنْهَا.

قَالَ: وَقَالُوا: تيك، وَتلك، وتالك، مُنطلقة؛ وَقَالَ القُطاميّ:

تعَلّم أنّ بعد الغَيّ رُشْداً

وأنّ لتالك الغُمرَ انْقِشَاعا

فصيّرها (تالك) ، وَهِي مقُولة.

وَإِذا ثَنّيت (تا) ، قلت: تانِك فَعَلَتا ذَلِك، وتانِّك فَعَلتا ذَاك، بالتَّشديد.

وَقَالُوا فِي تَثنية (الَّذِي) : اللّذانِ واللّذانّ، واللّتانِ واللتانّ.

وَأما الْجمع فَيُقَال: أُولَئِكَ فَعلوا ذَلِك، بالمدّ، وأولاك، بالقَصْر، وَالْوَاو سَاكِنة فيهمَا.

تَصْغير ذَا، وتا، وجمعهما

أَهْل الْكُوفَة يُسمُّون: ذَا، وتا، وَتلك وَذَلِكَ، وَهَذَا، وَهَذِه، وَهَؤُلَاء، والّذي وَالَّذين، وَالَّتِي، واللاتي: حُروفَ المُثُل.

وأَهْلُ البَصرة: يُسمّونها حُروفَ الإِشارة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015