النساء خديجة، ومن الموالى زيد بن حارثة، ومن العبيد بلال.
وممن قال بأن عليًا أولهم إسلامًا ابن عباس، وأنس، وزيد بن أرقم، رواه الترمذى عنهم، ورواه الطبرانى عن سلمان الفارسى، ورووه عن محمد بن كعب القرظى. وقال بريدة: أولهم إسلامًا خديجة، ثم على. وحكى مثله عن أبى ذر، والمقداد، وخباب، وجابر، وأبى سعيد الخدرى، والحسن البصرى، وغيرهم. وقال آخرون: أولهم إسلامًا أبو بكر، رضى الله عنه، وسنذكرهم فى ترجمة إن شاء الله تعالى.
قالوا: وأسلم وهو ابن عشر سنين، وقيل: ابن خمس عشرة، حكوه عن الحسن البصرى وغيره. وقال أبو الأسود تيم عروة: أسلم على والزبير وهما ابنا ثمان سنين. وقال ابن عبد البر: لا أعلم أحدًا قال كقوله هذا. وهاجر على، رضى الله عنه، إلى المدينة، واستخلفه النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين هاجر من مكة إلى المدينة أن يقيم بعده بمكة أيامًا حتى يؤدى عنه أمانته والودائع والوصايا التى كانت عند النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم يلحقه بأهله، ففعل ذلك.
وشهد مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، وبيعة الرضوان، وخيبر، والفتح، وحنينًا، والطائف، وسائر المشاهد إلا تبوك، فإن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - استخلفه على المدينة، وله فى جميع المشاهد آثار مشهورة. وأجمع أهل التواريخ على شهده بدرًا وسائر المشاهد غير تبوك. قالوا: وأعطاه النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللواء فى مواطن كثيرة.
وقال سعيد بن المسيب: أصبت عليًا يوم أُحُد ستة عشر ضربة. وثبت فى الصحيحين أن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعطاه الراية يوم خيبر، وأخبر أن الفتح يكون على يديه، وأحواله فى الشجاعة وآثاره فى الحروب مشهورة. وأما علمه، فكان من العلوم بالمحل العالى.
روى عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خمسمائة حديث وستة وثمانين حديثًا، اتفق البخارى ومسلم منها على عشرين، وانفرد البخارى بتسعة، ومسلم بخمسة عشر. روى عنه بنوه الثلاثة الحسن، والحسين، ومحمد بن الحنفية، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وأبو موسى، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن الزبير، وأبو سعيد، وزيد بن أرقم، وجابر بن عبد الله، وأبو أمامة، وصهيب، وأبو رافع، وأبو هريرة، وجابر بن سمرة، وحذيفة بن أسيد، وسفينة،