وعمرو بن حريث، وأبو ليلى، والبراء بن عازب، وطارق ابن شهاب، وطارق بن أشيم، وجرير بن عبد الله، وعمارة بن رويثة، وأبو الطفيل، وعبد الرحمن بن أبزى، وبشر بن سحيم، وأبو جحيفة الصحابيون، رضى الله عنهم، إلا ابن الحنفية، فإنه تابعى. وروى عنه من التابعين خلائق مشهورون.

ونقلوا عن ابن مسعود، قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة على. وقال ابن المسيب: ما كان أحد يقول: سلونى، غير على. وقال ابن عباس: أعطى على تسعة أعشار العلم، ووالله لقد شاركهم فى العشر الباقى. قال: وإذا ثبت لنا الشىء عن على لم نعدل إلى غيره، وسؤال كبار الصحابة له، ورجوعهم إلى فتاويه وأقواله فى المواطن الكثيرة، والمسائل المعضلات مشهور.

وأما زهده فهو من الأمور المشهورة التى اشترك فى معرفتها الخاص والعام. ومن كلماته فى الزهد قوله: الدنيا جيفة، فمن أراد منها شيئًا فليصبر على مخالطة الكلاب.

وأما ما رويناه عنه فى مسند الإمام أحمد بن حنبل وغيره أنه قال: لقد رأيتنى وإنى لأربط الحجر على بطنى من الجوع وإن صدقتى لتبلغ فى اليوم أربعة آلاف دينار. وفى رواية: أربعين ألف دينار. فقال العلماء: لم يرد به زكاة مال يملكه، وإنما أراد الوقوف التى تصدق بها وجعلها صدقة جارية، وكان الحاصل من غلتها يبلغ هذا القدر. قالوا: ولم يدخر قط مالاً يقارب هذا المبلغ، ولم يترك حين توفى إلا ستمائة درهم. روينا عن سفيان بن عيينة، قال: ما بنى على، رضى الله عنه، لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة. وروينا أنه كان عليه إزار غليظ اشتراه بخمسة دراهم.

وأما الأحاديث الواردة فى الصحيح فى فضله فكثيرة. روينا فى صحيحى البخارى ومسلم عن سعد بن أبى وقاص، رضى الله عنه، أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خلف على بن أبى طالب فى غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، تخلفنى فى النساء والصبيان؟ فقال: “أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبى بعدى” (?)

) .

وفى صحيحيهما عن سهل بن سعد، أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال يوم خيبر: “لأعطين الراية غدًا رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله” (?) ، فبات الناس يدولون ليلتهم أيهم يعطاها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015