ولكنها مختلفة عن علاقة الأم. قد يمكن للطفل أن يعتمد عليه في بعض الأشياء ولكن اعتماده الأكثر يكون على والدته في هذه السن.

وبعد ذلك، فالمهم هنا أن ينشأ الطفل في أسرة قوية الروابط ويحصل على الرعاية والحنان الكافيين بغض النظر عمن يقوم بذلك، فالأبوان يجب أن يقررا معا ما يجب أن يفعلا، ومن سيفعله ومتى سيشاركه الطرف الآخر في المسئولية وبذلك يصبح لكل منهما وظيفة محددة تناسب التغيير الذي يحتاجه الأب أو الأم أو الطفل.

وبداية من السنة الثانية أو الثالثة يبدأ الطفل في التعرف على جنس الأب أو الأم المشابه له فيبدأ الولد في تقليد أباه أكثر من أمه في اللبس، والرغبة في الذهاب إلى العمل معه، فسيصعب على الأم "خاصة إذا جلست في المنزل" أن ترعاه، فبعد أن كانت تعلمه كل شيء ويعتمد عليها في كل ما يفعله من قبل تجده في يوم ما يراقب أباه أكثر، ويريد أن يكون مثله، وبينما يكون الأب خارج المنزل معظم الوقت فقد يكون شيئا خاصا وفريدا أن يراه معه في المنزل وقد يتجه إليه أكثر عندما يكون الأب والأم معا، وربما كان هذا قاسيا على الأم التي ضحت بعملها وراحتها وهوايتها ومتعتها وعلاقاتها الاجتماعية خلال عامين كاملين للعناية بطفلها، وفي النهاية يكون هذا هو المقابل.

خلال هذا الوقت يأتي دور الأب في أن يكون حساسا لمشاعر الأم واحتياجاتها لمزيد من الترفيه والنشاطات الاجتماعية، وينبغي أن يناقشا معا دور كل منهما، وأفضل ما يمكن تقديمه لطفلهما مع الامتنان والتقدير من كل منهما لأفعال الآخر بدلا من الغيرة والحقد.

أما الآن وبعد أن وجدنا أنه يمكن أن يمر على كليهما مرحلة العلاقة القوية بالطفل أكثر من الآخر، فالنظرة الأخيرة تعتمد على الحب والوقت والمجهود المبذول معه خلال حياته، ولا يتوقف على كونك أباه أو أمه أو أنك تلازمه في المنزل خلال الستة أشهر الأولى أو من يغذيه ومن يغير له الحفاضات والملابس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015